زيارة لدار الرزيزاء.. رحلة في عبق التراث السعودي وإلهام فني

كانت زيارة لدار الفنان السعودي الكبير علي الرزيزاء بمثابة رحلة عبر الزمن، حيث امتزجت عبق الذاكرة بجمالية التراث السعودي. داخل الدار، تتجسد روح الفنان في كل زاوية، بدءًا من اللوحات التي تحاكي تفاصيل البيوت القديمة وأبوابها المزخرفة، وصولًا إلى الأرشيف الذي يضم شرائح فيلمية نادرة لأعماله وأعمال الفنان سمير الدهام.
الفن لم يكن مجرد مهنة للرزيزاء، بل أسلوب حياة وفلسفة متجذرة في تفاصيل منزله المستوحى من الإرث النجدي. وبناءً على طلب من وزير الثقافة، تم تسجيل المنزل كأحد البيوت المميزة في المملكة، ليصبح وجهة للزوار والشخصيات الهامة.
وتعكس اللوحات المعروضة في الدار حوارًا صامتًا مع الزائر، حيث يروي كل خط ولون حكاية عن الإنسان السعودي وحياته اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يضم الأرشيف شرائح فيلمية أصلية لأعمال الرزيزاء والدهام، والتي قدمتها دار الفنون السعودية، مما يمثل نافذة على حقبة تاريخية مدهشة وأساليب التوثيق الفني التقليدية.
ومن اللحظات المؤثرة خلال الزيارة، تلقي الزائرة رسالة بخط يد الفنان الرزيزاء، والتي تضمنت كلمات تقدير وتشجيع، واصفًا إياها بـ”فنانة المستقبل”. هذه الكلمات كانت بمثابة دافع قوي لمواصلة مسيرتها الفنية.
من بين أبرز أعمال الرزيزاء التي لفتت الانتباه، تصميمه لشعار المملكة في مناسبة “مئوية التوحيد”، وهو عمل فني يجمع الرمز الوطني برؤية بصرية تعبر عن الوحدة والبناء، ويعكس مدى ارتباط الفنان بهويته الوطنية.
كان الفنان علي الرزيزاء يؤمن بأن الفن وسيلة للتعبير عن الذات والهوية والقضايا المجتمعية الكبرى، وليس مجرد ممارسة فردية. كما كان يطمح إلى دعم الأجيال الجديدة وإتاحة الفرصة لهم لتوسيع مداركهم الفنية وصياغة تجاربهم بروح أصيلة.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/culture/culture/2213848?ref=rss&format=simple&link=link











