النفوذ السعودي في مواجهة النفوذ الاماراتي.. دراسة تحليلية تكشف الهدف من انشاء “قوات درع الوطن” في اليمن
كشفت دراسة تحليلية جديدة عن الهدف من إنشاء قوات درع الوطن التي أعلن عن تشكيلها قبل أسابيع، بقرار سعودي عبر مجلس الرئاسة اليمني الذي يقوده الدكتور رشاد العليمي.
وقالت الدارسة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، إن تشكيل هذه القوات يسعى إلى التعامل مع التحديات التي يواجها النفوذ السعودي في المحافظات الجنوبية في مواجهة النفوذ الاماراتي المتجذر على الأرض، ومنها إعاقة المجلس الانتقالي لعمل المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية.
وذكرت الدراسة، التي اعدها أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور ناصر الطويل أن اعتماد المجلس الرئاسي على التيار” السلفي المدخلي” يمثل شكل من أشكال التحوط لمسارات العلاقات مع الحوثيين سلما أو حربا، ويتوقع – اذا ما مضت السعودية في دعم هذه القوات- أن تُحدث تغييرًا في موازين القوة العسكرية والسياسية في المشهد الجنوبي وربما اليمني.
ونبهت الدراسة إلى أن الاستمرار في إنشاء تشكيلات عسكرية محمولة على تيار فكري أو جغرافي محدد، دون أن تكون مدمجة بشكل كامل في بٌنية الجيش الوطني، ولا تعكس في قوامها التنوع المجتمعي تضع اليمن – دون شك – على مسارات دورات عنف جديدة محتملة.
وأوردت دراسة مركز المخا، جُملة من الغايات لإنشاء قوات درع الوطن، منها تقويض نفوذ المجلس الانتقالي، إذ أنَّ السُّعودية باتت أكثر اقتناعًا بضرورة تحجيم قوَّة “المجلس الانتقالي” الجنوبي، فقد تسبَّب لها في حرج كبير بسبب إعاقته تنفيذ “اتِّفاق الرِّياض” الذي رعته الرِّياض وكانت الضَّامن على تنفيذه، كما أنَّه تسبَّب مؤخَّرًا في شلِّ حركة مجلس القيادة الرِّئاسي، وأجبر أعضاءه على مغادرة مدينة عدن، وظلَّ يُعيق عمل اللَّجنة العسكرية والأمنية الخاصَّة بدمج المكوِّنات العسكرية والأمنية، وافتعل معارك في محافظتي شبوة وأبين.
ولفتت الدارسة، إلى أن عسكرة المحافظات الجنوبية، وتعدُّد التَّشكيلات العسكرية وولاءاتها، وتوزُّع السِّلاح بين عدد مِن الأطراف، يوفِّر الظُّروف المثالية لإمكانية اندلاع جولات جديدة مِن الصِّراع في تلك المحافظات.
كما توقعت الدراسة جولات جديدة من الصراع، خاصَّة في حال تهميش ألوية الأحزمة والإسناد التَّابعة لـ”الانتقالي”، وإحلال قوَّات “درع الوطن” محلَّها في المناطق الحيوية في عدن، أو في حال جدِّية الخلاف بين السُّعودية والإمارات، وانتقاله إلى مرحلة كسر العظم والصِّدام بين الحلفاء على الأرض.
ونهاية الشهر الماضي أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قرارا بتشكيل قوات درع الوطن تخضع للقائد الأعلى للقوات المسلحة وتتبعه مباشرة، ما أثار غضب المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال ومن خلفه الإمارات.