وسط غموض يحيط بمستقبل المجلس الرئاسي اليمني.. العليمي يواصل اعتكافه في هذه الدولة!
اخبار العصر/ العربي الجديد
ما زال الغموض يحيط بمستقبل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن عقب اعتكاف رئيسه رشاد العليمي في الرياض ومغادرة بقية أعضاء المجلس العاصمة المؤقتة عدن باستثناء عيدروس الزبيدي، في ظل حديث عن خلافات وتباينات بين الأعضاء.
وكان العليمي قد غادر عدن إلى الإمارات في 15 أغسطس/آب الماضي، وانتقل منها مباشرة إلى الرياض التي ما يزال فيها إلى الآن، بعد أيام من اشتباكات دامية جرت في محافظة شبوة بين فصائل في الجيش الوطني ومليشيا تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، والتي تدخل فيها الطيران الإماراتي.
وتكشف مصادر “العربي الجديد”، أن محاولات العليمي إقناع المسؤولين في السعودية والإمارات بالتدخل والضغط على أعضاء المجلس من أجل تقديم تنازلات لحل الخلافات وتمكين المجلس من الالتئام مجدداً في عدن؛ لم تفلح حتى الآن، سيما وأن العليمي لم يلتق المسؤولين السعوديين منذ وصولها، كما لم يعلن عن أي لقاءات مع المسؤولين الإماراتيين عندما زار العليمي أبوظبي منتصف أغسطس الماضي.
وكانت قيادات من حزب الإصلاح أكدت، خلال لقاء مع السفير البريطاني يوم الخميس الماضي، على “رفض الاستقواء لفرض أي أجندة خاصة”، داعية إلى إعادة الاعتبار لمهام مجلس القيادة، خاصة التوافق، مما يشير إلى أن الخلافات بين أعضاء مجلس القيادة لم تحسم بعد.
يُذكر أن حزب الإصلاح والشريك في الحكومة، طالب عقب مواجهات شبوة وتدخل الطيران الأربعاء الماضي، بتغيير المحافظ العولقي الذي حمّله مسؤولية ما وصفه بـ”الفتنة” واتهمه بالتحشيد من خارج المحافظة لقتال الجيش والأمن بالمدينة، ملوحاً بتعليق مشاركته في مؤسسات الدولة في حال عدم معالجة أحداث شبوة.
ويقول الباحث اليمني عدنان هاشم، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “مجلس القيادة الرئاسي يواجه عوائق سببها المجلس نفسه”، مشيراً إلى أن “المجلس لم يقر قانون القواعد المنظمة لعمل المجلس، ولجنة المشاورات والمصالحة لم يتم تأسيسها، وفق إعلان السابع من إبريل/نيسان، والمجلس نفسه لا يلتزم بالمشروعية المتعلقة بالدستور والقوانين النافذة وهذا الأمر يجعل قراراته غير متوافق عليها بدرجة أساسية داخل المجلس”.
وأوضح أن قرارات المجلس تصب في مصلحة طرف واحد، لافتا إلى أن بقاء العليمي في الرياض فتح الطريق أمام عضو المجلس الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، لإحداث تغييرات في الجهاز الإداري للدولة لمصلحة المجلس الانتقالي.
وأضاف “هناك معوقات متعلقة بعلاقة رئيس مجلس القيادة مع المسؤولين السعوديين في الآونة الأخيرة”، مشيراً إلى أن عدم لقاء العليمي بالمسؤولين السعوديين خلال جولته الخارجية “مؤشر سيئ” لمستقبل مجلس القيادة الرئاسي.
ويتشكل المجلس الرئاسي، الذي أعلن عنه في السابع من إبريل/نيسان الماضي لتولي الحكم خلفاً للرئيس السابق عبدربه منصور هادي، من مختلف المكونات المتباينة والمناوئة للحوثيين.
وفي الآونة الأخيرة، اشتدت الخلافات بين أعضاء المجلس على خلفية ما يعتبره البعض استحواذ طرف متمثل في المجلس الانتقالي على قراراته، وغياب التوافق بين مكوناته المختلفة، والتي برزت بوضوح في التعيينات الأخيرة في الجيش والأمن والقضاء.
وتصاعدت أصوات يمنية تتساءل عن مصير التوافق المنصوص عليه في اتفاقية نقل السلطة ومشروعية القرارات المتخذة، في ظل غياب جل الأعضاء، فيما توقف مراقبون عند عقد الزبيدي في الأيام الأخيرة لقاءات تحت علم الانفصال، وقد نشرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أخبارها للمرة الأولى.
من جهته، عزا الصحافي صدام الحريبي، في حديث لـ”العربي الجديد”، جوهر الخلاف بين أعضاء مجلس القيادة إلى “الانتهاكات والتمردات الذي تُقدم عليها المليشيات المدعومة إماراتياً والتي وصلت إلى حد إهانة العلم اليمني وكذا التشريع للممارسات التي قامت بها التشكيلات العسكرية المدعومة من أبوظبي”، مشيراً إلى أن المجلس الانتقالي لا يواجه الحوثيين، وإنما “ينشغل باستهداف من حاربوا الحوثيين بينما يسمح لهؤلاء بتطوير أنفسهم عسكرياً”.
ويرى الحريبي أنه من الصعب التئام مجلس القيادة الرئاسي مجدداً في عدن، لافتاً إلى أن بعض أعضاء مجلس القيادة يرفضون “سياسات وممارسات الانتقالي التي تتنافى مع خيارات الشعب وتصب في مصلحة جهات خارجية”. وأوضح أن الفشل في تنفيذ اتفاق الرياض كان سببا في الاقتتال الذي جرى مؤخراً وتصاعد المناطقية والعنصرية.