اخبار وسياسة

عبر الحوثيين.. إيران توجه رسائل “خطيرة” للولايات المتحدة من البحر الأحمر

وجهت الجمهورية الإيرانية، رسالتين منفصلتين للولايات المتحدة الأمريكية من ساحل اليمن الغربي ومن البحر الأحمر، في وقت تدرس فيه واشنطن الرد الإيراني بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.

وقامت جماعة الحوثي المسلحة، المدعومة من إيران، باستعراض عسكري كبير في مديرية الدريهمي قرب مضيق باب المندب، في الوقت الذي احتجزت فيه البحرية الإيرانية قاربين مسيرين أمريكيين تابعين للأسطول الجديد التابع لبحريتها في الشرق الأوسط.

عرض الحوثيين
استعرضت جماعة الحوثي المسلحة، قوتها بأسلحة جديدة، في محافظة الحديدة، يوم الخميس الماضي، في نفس التوقيت للعملية العسكرية الإيرانية ضد القوارب الأمريكية.

وقال ”مهدي المشاط” رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثي، خلال العرض العسكري، إن جماعته قادرة على ضرب أي نقطة في البحر الأحمر من أي منطقة داخل اليمن-حسب ما نقلت وسائل إعلام تابعة للجماعة.

وقال المشاط: أجرينا اختبارات لأسلحة بحرية وحققت نجاحاً باهراً.

وأضاف: طورنا أسلحتنا الأرضية والبحرية في الفترة الأخيرة وباستطاعتها برا وبحرا ضرب هدفها في أي نقطة في بلدنا.

وكشف الحوثيون خلال العرض العسكري عن صواريخ جديدة (بر-بحر) لم يكشف عنها من قبل: وهي “مندب 2″ و”مندب 1” صواريخ ذكية بحرية، وصاروخ فالق-1 باليستية بحرية، وصواريخ نوع ”روبيج21 وروبيج22” الروسية.

وهذه الصواريخ هي صواريخ إيرانية وصلت إلى الحوثيين حسب ما يفيد الخبراء: فصاروخ فالق-1 هو صاروخ إيراني من نوع فجر CL-4الإيراني. وصواريخ مندب هي صواريخ مطورة عن صواريخ نور الإيرانية.

كما استعرض الحوثيون ألغاماً بحرية، وطائرات دون طيار.

بعد عام 2018 عندما انسحب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق من الاتفاق النووي، شن الحوثيون سلسلة هجمات في البحر الأحمر، تسببت القوارب دون ربان المسيرة المحملة بالقنابل والألغام التي أزرعها الحوثيون في اليمن في إتلاف السفن، كما شن الحوثيون هجمات على السفن البحرية الأمريكية والسعودية.

المفاوضات لإحياء الاتفاق معلقة الآن في الميزان. وشككت الولايات المتحدة يوم الجمعة في رد إيران المكتوب الأخير على المحادثات.

الاستيلاء على السفن البحرية
وبينما كان عرض الحوثيين في الحديدة، بث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات قال إنها جاءت من على ظهر مدمرة “جمران” التابعة للبحرية الإيرانية، حيث ظهر بحارة يرتدون سترات النجاة وهم يستكشفون السفينتين قبل أن يقذفوا بإحداها في البحر. كما ظهرت أيضاً سفينة حربية أخرى من بعيد، بحسب ما نقلت وكالة “أسوشتيد برس” الأميركية.

وقال التلفزيون الإيراني إن البحرية الإيرانية عثرت على “عدة سفن تجسس مسيّرة متروكة في الطرق البحرية الدولية” يوم أمس الخميس. وأضاف: “بعد تحذيرين لمدمرة أميركية لمنع وقوع حوادث محتملة، استولت المدمرة جمران على السفينتين… وبعد تأمين ممر الشحن الدولي، أطلق الأسطول البحري رقم 84 سراح السفن في منطقة آمنة”.

وأضافت: “تم تحذير البحرية الأمريكية لتجنب تكرار حوادث مماثلة في المستقبل”.

ردت مدمرتا الصواريخ الموجهة يو إس إس نيتزي ويو إس إس ديلبرت دي بلاك على عملية الاستيلاء الساعة 2 ظهر يوم الخميس ونشرت كل منهما مروحيات MH-60 Sea Hawk، بحسب الأسطول الخامس. أطلقت إيران في نهاية المطاف الطائرات بدون طيار في الساعة 8 صباح الجمعة.

قال مسؤول أمريكي إن البحارة الإيرانيين حاولوا في البداية تغطية الطائرات بدون طيار بالقماش المشمع وإنكار وجودها. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة تفاصيل غير معلنة حول المصادرة، إن كاميرات الطائرات المسيرة فُقدت أيضًا أثناء الحادث.

يعد هذا ثاني حادث من نوعه في الأيام الأخيرة حيث تتعثر المفاوضات بشأن اتفاق طهران النووي مع القوى العالمية.

الحادث السابق تم على يد “الحرس الثوري الإيراني” وليس البحرية النظامية، ووقع في مياه الخليج العربي. حيث سحب أحد عناصر “الحرس” سفينة Saildrone Explorer المسيرة قبل إطلاقها، بينما كانت تتبعها سفينة حربية أميركية. وكانت إيران قد انتقدت البحرية الأميركية لنشرها فيديو وصفته بالـ “هوليوودي” للحادث، لتتكرر الحادثة اليوم الجمعة في البحر الأحمر.

أطلق الأسطول الخامس قوة المهام 59 غير المأهولة العام الماضي. تشمل الطائرات بدون طيار التي تستخدمها البحرية طائرات بدون طيار للمراقبة الجوية فائقة التحمل د، وسفن سطحية وطائرات بدون طيار أصغر تحت الماء تشبه الطوربيدات.

تشمل منطقة مسؤولية الأسطول الخامس مضيق هرمز، المصب الضيق للخليج العربي الذي يمر عبره 20٪ من جميع النفط. كما تمتد حتى البحر الأحمر بالقرب من قناة السويس، والممر المائي في مصر المؤدي إلى البحر الأبيض المتوسط، ومضيق باب المندب قبالة اليمن.

وشهدت المنطقة سلسلة من الهجمات البحرية في السنوات الأخيرة.

الاتفاق النووي
تقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم بدرجة أقرب من أي وقت مضى إلى مستويات تصنيع أسلحة، حيث يشير المسؤولون علنًا إلى أن طهران يمكن أن تصنع قنبلة نووية إذا رغبت في ذلك.

وفي الأول من أيلول/سبتمبر، أكدت الولايات المتحدة تلقيها ردا إيرانيا جديدا، معتبرة على لسان متحدث باسم وزارة خارجيتها أنه “غير بناء”.

وشدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الإثنين على أن طهران “لم تتلق مطلقا” تعليقا من الغربيين يعتبر “أن موقفها غير بناء”، مؤكدا أن موقفها “بناء، شفاف، وقانوني”.

وبدت إعادة إحياء الاتفاق النووي وشيكة على ما يبدو في مارس/ آذار. لكن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن انهارت بسبب عدة قضايا، من بينها إصرار طهران على إغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحقيقاتها في آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة قبل إحياء الاتفاق النووي.

ومطلع أغسطس/آب، استؤنفت المباحثات في فيينا مجددا. وأعلن الاتحاد الأوروبي في الثامن منه، أنه طرح على الطرفين الأساسيين صيغة تسوية “نهائية”. وقدّمت طهران للاتحاد الأوروبي مقترحاتها على النص، وردّت عليها واشنطن في 24 من الشهر.

وأتاح اتفاق 2015 المبرم بين طهران وست قوى دولية (واشنطن، باريس، لندن، موسكو، بكين، وبرلين) رفع عقوبات عن إيران لقاء خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات على إيران التي ردت ببدء التراجع تدريجا عن معظم التزاماتها.

زر الذهاب إلى الأعلى