دراسة: النظرية الثيوقراطية للإمامة الزيدية الجذر التاريخي للنزاع المسلح في اليمن

اعتبرت دراسة صادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية أن جذور النزاع المسلح الراهن في اليمن تعود إلى النظرية الثيوقراطية للإمامة الزيدية، التي حصرّت الحكم في ذرية الحسنين باعتباره “استحقاقًا إلهيًا”، وزعمت أفضلية هذه السلالة على بقية الناس.
وأوضحت الدراسة أن هذه النظرية شكلت أساس الصراعات المتكررة في التاريخ اليمني، وواجهت موجات مستمرة من الثورات والانتفاضات ضد الحكم الإمامي.
كما أشارت إلى أن النزاع الحالي يتمحور حول مشروعين متعارضين: مشروع جمهوري يمنح الشعب حق اختيار نظامه ومؤسساته السياسية، ومشروع “إمامي سلالي” ظل يسعى للانقضاض على الجمهورية، وتجسده اليوم مليشيا الحوثي كامتداد متطرف لفكر الإمامة.
ولفتت الدراسة إلى أن انقلاب الحوثيين على النظام الجمهوري في 2014 لم يكن حدثًا منعزلًا، بل استغل حالة الاستياء الشعبي من حكومة الوفاق الوطني، والصراعات بين القوى السياسية، والتحالف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بالإضافة إلى الدعم الإيراني وتواطؤ بعض الوسطاء الأمميين، ما مكن المليشيا من السيطرة على صنعاء والتوسع في بقية المحافظات.
وأكدت الدراسة أن الانقلاب يمثل حلقة ضمن سلسلة إخفاقات طويلة لبناء الدولة اليمنية، تعود إلى ثورتي 26 سبتمبر 1962 و14 أكتوبر 1963، وما بعد الوحدة اليمنية في 1990، حيث فشلت النخب الحاكمة في بناء مؤسسات دولة حديثة، ما أنتج بيئة خصبة للعنف والانهيار المؤسسي وأجّل حلم اليمنيين بقيام دولة قانون ومواطنة متساوية.











