منوعات

دراسة تكشف: شباب المناعة لدى كبار السن سلاح ذو حدين

كشفت دراسة حديثة أجريت في مايو كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية عن وجود جهاز مناعي يتميز بـ “شباب المناعة” لدى بعض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، وذلك بفضل خلايا مناعية خاصة تُعرف بالخلايا التائية الشبيهة بالجذعية.

وبينت الدراسة أن هذه الخلايا تعزز قوة الجهاز المناعي وقد تساهم في إطالة العمر، لكنها قد تزيد في الوقت نفسه من مخاطر الإصابة بالأمراض المناعية الذاتية.

وقد تتبع الباحثون حالة أكثر من 100 مريض تجاوزوا الستين من العمر ويتلقون العلاج في مايو كلينك لالتهاب الشرايين الخلوي العملاق، وهو مرض مناعي ذاتي يؤثر على الشرايين، بما في ذلك الشريان الأورطي.

ووجد الباحثون في الأنسجة المصابة خلايا تائية شبيهة بالجذعية، وهي خلايا مناعية تعمل كخلايا جذعية شابة تساعد عادةً في التجديد والشفاء، وفي هذه الحالة كانت هذه الخلايا تُسهم في نشر المرض.

وأوضحت الدكتورة كورنيليا وياند، اختصاصية الروماتيزم ووظائف الخلايا المناعية في مايو كلينك والمؤلفة المشاركة في الدراسة، أن هؤلاء المرضى يمتلكون جهازاً مناعياً شاباً بشكل ملحوظ رغم أعمارهم التي تراوح بين الستينيات والسبعينيات، إلا أن هذا الشباب المناعي يأتي بثمن، وهو الإصابة بالمناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة والأعضاء السليمة عن طريق الخطأ.

وأشار الدكتور يورغ غورونزي، اختصاصي شيخوخة الجهاز المناعي في مايو كلينك ومؤلف مشارك في الدراسة، إلى أن شيخوخة الجهاز المناعي ليست بالضرورة سلبية، بل قد تكون آلية تكيفية متطورة تمنع الأمراض المناعية الذاتية.

وأوضح أن الجهاز المناعي الذي يتقدم في العمر مع الجسم يقلل من احتمالية مهاجمة الأنسجة السليمة، بينما الجهاز المناعي “الشاب” قد يتسبب في ردود فعل مفرطة تؤدي إلى أمراض مثل التهاب الشرايين، كما أظهرت الدراسة أن مثبطات نقاط التفتيش المناعية، التي تُنظم عمل الجهاز المناعي، لا تعمل بشكل صحيح لدى هؤلاء المرضى، مما يزيد من تعقيد الحالة.

ويعمل الباحثون حالياً على تطوير اختبارات تشخيصية جديدة لتحديد الأفراد الذين يحملون أعداداً كبيرة من الخلايا التائية الشبيهة بالجذعية، والذين قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المناعية الذاتية في وقت لاحق من حياتهم.

وتتزامن هذه الدراسة مع توقعات عالمية بارتفاع متوسط العمر المتوقع إلى 78.1 عام بحلول عام 2050، بزيادة 4.5 سنة، وفقاً لدراسة نشرتها مجلة The Lancet Public Health، ويعزى هذا الارتفاع إلى تحسينات في الرعاية الصحية التي تُقلل من الأمراض القلبية الوعائية والتغذوية والعدوى.

المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2208885?ref=rss&format=simple&link=link

زر الذهاب إلى الأعلى