عربي

نزوح جماعي من كردفان السودانية بعد سقوط الفاشر وسط تحذيرات من انتهاكات واسعة

نزح ما يزيد على 36 ألف سوداني من منطقة كردفان شمال دارفور منذ السبت الماضي، وذلك عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر الاستراتيجية، وفقًا لإحصائيات وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.

تأتي هذه الموجة الجديدة من النزوح في ظل تصاعد حدة القتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، حيث تشهد كردفان صراعًا للسيطرة على مراكز لوجستية حيوية، وذلك بعد سقوط الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور.

وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة أن النازحين فروا من 5 مراكز في ولاية شمال كردفان، وتوجه معظمهم سيرًا على الأقدام نحو مدينة تاويلا غرب الفاشر، والتي تستضيف أصلًا أكثر من 652 ألف نازح.

ويشهد سكان شمال كردفان زيادة ملحوظة في انتشار قوات الدعم السريع والجيش في القرى والمدن، حيث يتنافس الطرفان على السيطرة على مدينة الأبيض، عاصمة الولاية، والتي تعد مركزًا لوجستيًا وقياديًا رئيسيًا يربط دارفور بالخرطوم، إضافة إلى مطارها.

من جهتها، حذرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارتا بوبي، من وقوع انتهاكات واسعة النطاق وعمليات انتقامية مدفوعة بالعرق في بارا على يد قوات الدعم السريع، مشيرة إلى تكرار أنماط العنف التي شهدتها دارفور، حيث اتُهمت القوات بارتكاب أعمال قتل جماعي وعنف جنسي واختطافات ضد مجموعات عرقية غير عربية بعد سقوط الفاشر.

كما أفادت منظمة الصحة العالمية بمقتل ما لا يقل عن 460 شخصاً في مستشفى الفاشر للولادة على يد مقاتلي الدعم السريع، مع احتمال ارتفاع العدد الفعلي للضحايا.

وفي سياق متصل، دعا البابا فرنسيس إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية في السودان، معتبرًا أن الهجمات على المدنيين وعرقلة المساعدات تتسبب في معاناة غير مقبولة.

وتجدر الإشارة إلى أن الحرب الأهلية في السودان اندلعت في أبريل 2023، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. ويخشى المراقبون من أن يؤدي سقوط الفاشر إلى تقسيم البلاد إلى شرق تحت سيطرة الجيش وغرب تحت سيطرة الدعم السريع، مع تحول كردفان إلى الجبهة الرئيسية التالية للصراع الدامي.

المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2220538?ref=rss&format=simple&link=link

زر الذهاب إلى الأعلى