منوعات

عيد الحب المصري بين الماضي والحاضر: تحولات المشاعر والاحتفالات

يحتفل المصريون اليوم الموافق 4 نوفمبر بـ “عيد الحب المصري”، وهي مناسبة فريدة تحتفي بها مصر بعيدًا عن “عيد الحب العالمي” الذي يوافق 14 فبراير. ومع هذا الاختلاف في التوقيت، يثار سؤال حول ما إذا كان الحب قد حافظ على رونقه وجماله على مر السنين.

في الماضي، كان عيد الحب مناسبة ينتظرها المصريون بفرح وشغف، إلا أنه مع مرور الوقت وتغير نمط الحياة، أصبحت النظرة إلى هذا اليوم أكثر واقعية، حيث امتزجت الرومانسية بالذاكرة.

يعود أصل عيد الحب المصري إلى عام 1974 عندما طرح الكاتب الصحفي الراحل مصطفى أمين فكرته، ولم يكن الهدف من ذلك قصر الاحتفال على العشاق فقط، بل كان دعوة عامة لحب الله والوطن والعائلة والأصدقاء. هذا التباين في المواعيد يعكس العلاقة بين المجتمع المصري والمناسبة، ففي حين يستمر الاحتفال بـ 4 نوفمبر بتبادل الهدايا الرمزية، فإن 14 فبراير يحمل طابعًا أكثر عولمة واستهلاكًا.

جيل التسعينات وبداية الألفية يتذكرون عيد الحب ببساطة الهدايا وصدق المشاعر والانتظار والشغف، حيث كان الشاب يشتري وردة حمراء أو دمية صغيرة ويقدمها بخجل، وكانت الهدية تعتبر كنزًا قيمًا.

مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، تغير مفهوم عيد الحب، وأصبح مناسبة للعرض والتفاخر، حيث تحول الاهتمام إلى الصور والمنشورات بدلًا من المشاعر الحقيقية. وأصبح تقييم المشاعر يعتمد على عدد الإعجابات والتعليقات، وفقدت الاحتفالات عفويتها وأصبحت مصممة للعرض لا للمعيشة.

في المقابل، يحتفل جيل “السينجل” بعيد الحب بطريقته الخاصة، حيث يعتبره البعض يومًا للسخرية والفكاهة، بينما يراه آخرون فرصة لـ حب الذات وقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء، مما يؤكد أن الحب لا يقتصر على العلاقات الرومانسية فقط.

وعلى الرغم من تغير شكل الاحتفال، إلا أن المصريين أصبحوا أكثر وعيًا في علاقاتهم، حيث بات الجيل الجديد يدرك أن الحب لا يقاس بيوم أو بكمية الهدايا، بل بالاحترام المتبادل.

فالحب الحقيقي لا يحتاج إلى مناسبة، بل إلى قلب يعرف كيف يشعر.

المصدر: https://www.matnnews.com/251463

زر الذهاب إلى الأعلى