إصلاح طبقة الأوزون يفاقم الاحتباس الحراري بشكل غير متوقع

في تحول غير متوقع، كشفت دراسة حديثة عن أن الجهود الدولية الناجحة في استعادة طبقة الأوزون قد تساهم في تفاقم الاحتباس الحراري، مما يمثل تحديًا جديدًا في مكافحة تغير المناخ.
فبينما يمثل ترميم طبقة الأوزون قصة نجاح بيئية عالمية، إلا أن زيادة تركيز غاز الأوزون في الغلاف الجوي يعمل كغطاء إضافي يحبس الحرارة، مما يحد من تسربها إلى الفضاء ويزيد من درجة حرارة الأرض.
وقالت دراسة أجراها فريق بحثي دولي مشترك بين الولايات المتحدة وأوروبا إنه بحلول عام 2050، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الأوزون، سواء نتيجة للتعافي أو التلوث المستمر، إلى زيادة حبس الحرارة بنسبة تصل إلى 40%، مما يقلل من الفوائد المناخية التي تحققت من خلال حظر المواد المستنفدة للأوزون.
واستخدم الباحثون سبعة نماذج حاسوبية متطورة لمحاكاة تفاعلات الغلاف الجوي والطقس والمواد الكيميائية خلال الفترة ما بين عامي 2015 و 2050، وتشير النتائج إلى أن أكثر من ثلث الزيادة المتوقعة في الحرارة ستأتي من تعافي طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية، بينما ستنتج النسبة الأكبر من الضباب الدخاني وانبعاثات عوادم السيارات بالقرب من سطح الأرض.
وفي هذا السياق، شدد البروفيسور ويليام كولينز من جامعة ريدينغ البريطانية على أهمية حظر المواد الكيميائية الضارة بالأوزون، لكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن تعافي الأوزون نفسه يسهم في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وحذر العلماء من أن استمرار الاحتباس الحراري سيؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر وزيادة حدة موجات الحر، مما يجعل تحقيق الأهداف المناخية أكثر صعوبة، وأكدوا على الحاجة الملحة لخفض تلوث الهواء.
وعلى الجانب الآخر، يحذر العلماء من أن ترك طبقة الأوزون متدهورة يعرض الأرض لمستويات خطيرة من الأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد ومشاكل العيون، بالإضافة إلى التأثير السلبي على النباتات البحرية الدقيقة التي تنتج نصف الأكسجين في الغلاف الجوي، ما يهدد السلسلة الغذائية والمحاصيل الزراعية.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2220454?ref=rss&format=simple&link=link











