تعدين الذهب يحوّل أنهار الأمازون إلى سموم تهدد السكان الأصليين

تحول الذهب في غابات الأمازون المطيرة إلى لعنة تهدد حياة السكان الأصليين، فبدلاً من أن يكون مصدراً للرخاء، بات الزئبق المتسرب من عمليات التعدين غير القانونية يلوث الأنهار ويسبب أمراضاً خطيرة وإعاقات للأطفال.
في قرية ساي سينزا البرازيلية، يعاني أطفال شعب الموندوروكو من حالات شلل وتشنجات عضلية، حيث رصد باحثون من معهد فيوكروز أكثر من 30 حالة مشابهة، في دراسة هي الأولى من نوعها التي تربط بين التلوث بالزئبق والإعاقات العصبية لدى أطفال الأمازون.
ينتج هذا التلوث عن استخدام الزئبق في استخلاص الذهب، حيث تتسرب بقاياه السامة إلى الأنهار وتتراكم في الأسماك، المصدر الرئيسي لغذاء السكان الأصليين، وقد أظهرت التحاليل احتواء حليب الأمهات ومشيمة الحوامل على مستويات من الزئبق تفوق الحدود الآمنة بثلاثة أضعاف، بينما تحمل الأمهات نسباً تزيد بخمسة أضعاف عن المعدل المسموح به من قبل وزارة الصحة البرازيلية.
يواجه السكان معضلة صعبة، فإما تناول الأسماك الملوثة أو الموت جوعاً، وفقاً لما ذكره زعيم القرية زيلدومار موندوروكو، وتسلط هذه الأزمة الضوء على التحديات البيئية والصحية التي تواجهها مجتمعات الأمازون.
تستعد البرازيل لاستضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ (COP30) في الأمازون الشهر المقبل، وسط مطالبات بمعالجة أزمة الزئبق، ويحذر العلماء من أن الزئبق المتراكم في التربة والمياه سيستمر في تلويثها لعقود، حتى لو توقفت أنشطة التعدين الآن.
وحذر باولو باستا من معهد فيوكروز، الذي يحقق في القضية منذ أكثر من 30 عاماً، من أن ما تم توثيقه حتى الآن ليس سوى “قمة جبل الجليد”، ويخشى الخبراء من تفاقم الكارثة مع ارتفاع أسعار الذهب، ما لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة للحد من التعدين غير القانوني وتنظيف الأنهار.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2220236?ref=rss&format=simple&link=link











