ماكينات الصراف الآلي تتحول لمراكز خدمية رقمية متكاملة

شهدت ماكينات الصراف الآلي تطوراً ملحوظاً منذ اختراعها في القرن الماضي، إذ لم تعد مجرد أجهزة لسحب النقود، بل مراكز خدمية رقمية متكاملة تقدم خدمات مالية وغير مالية متنوعة، مما يعزز الشمول المالي ويقلل الاعتماد على الفروع البنكية التقليدية.
يعود ظهور ماكينات الصراف الآلي إلى الحاجة الماسة لإنجاز المعاملات خارج أوقات عمل البنوك. وتتكون الماكينة التقليدية من وحدة معالجة مركزية، وقارئ بطاقات، ولوحة مفاتيح، وشاشة عرض، ووحدة صرف نقدية، ووحدة طباعة إيصالات. وتقدم هذه الأجهزة خدمات مثل السحب والإيداع النقدي، والاستعلام عن الرصيد، والتحويلات المالية، وسداد الفواتير، وتفعيل البطاقات.
ومواكبةً للتطور الرقمي، ظهرت أجهزة الصراف الآلي التفاعلية (ITM) التي تسمح بإجراء معاملات معقدة والتحدث مع موظف البنك عبر الفيديو. كما تدعم العديد من الأجهزة الآن تقنية السحب اللاتلامسي، بالإضافة إلى ظهور ماكينات الصراف الآلي المتنقلة التي تصل إلى العملاء في مختلف المواقع.
وعلى الرغم من التطورات التقنية، يظل أمن ماكينات الصراف الآلي تحدياً كبيراً، مع تزايد محاولات الاحتيال مثل تركيب أجهزة قراءة البطاقات غير الشرعية وسرقة البيانات. ولمواجهة ذلك، تستخدم البنوك أنظمة مراقبة ذكية تعتمد على التعلم العميق، وتطبق تشفيرًا متقدمًا للبيانات، وتوعي العملاء بضرورة تغطية لوحة المفاتيح عند إدخال الرقم السري.
وفي ظل النمو السريع لخدمات الدفع الإلكتروني، يُتوقع أن يتجه مستقبل ماكينات الصراف الآلي نحو استخدام الهوية البيومترية، وتقديم خدمات العملات الرقمية، وتخصيص الخدمات والعروض للعملاء.
تبقى ماكينات الصراف الآلي عنصراً أساسياً في تقديم الخدمات المصرفية الشاملة، وتشهد تطوراً مستمراً لضمان استمرارها كواجهة رئيسية للتعاملات المالية.
المصدر: https://www.matnnews.com/250870











