المحكمة الجنائية الدولية تستبدل برمجيات أمريكية بألمانية خوفًا من عقوبات ترمب

في خطوة تعكس تزايد المخاوف الجيوسياسية، تتجه المحكمة الجنائية الدولية نحو التخلي عن البرمجيات الأمريكية في عملياتها اليومية، مدفوعةً بمخاوف من تأثير العقوبات الأمريكية المحتملة على استقلاليتها.

ويأتي هذا التحول استجابةً لتهديدات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، التي لوحت بـ “السيطرة الرقمية” على عمل المحكمة، على خلفية التحقيقات المتعلقة بجرائم حرب محتملة في غزة وأوكرانيا، وفقًا لجريدة “هانديلسبلات” الألمانية.

وقد تجسدت هذه التهديدات بالفعل عندما أغلقت مايكروسوفت حساب البريد الإلكتروني للمدعي العام كريم خان، وجُمّدت حساباته المصرفية، بالإضافة إلى تحذير موظفين أمريكيين من العودة إلى بلادهم خوفًا من الاعتقال.

واستنادًا إلى تصريح مسؤول في المحكمة نقلته وسائل إعلام دولية، فإن هذه الخطوة تأتي لحماية عمليات المحكمة من أي انقطاع محتمل بسبب قرارات سياسية أمريكية، معتبرًا الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية “تهديدًا وجوديًا” لاستقلاليتها.

وتستبدل المحكمة الجنائية الدولية برمجيات مايكروسوفت بحزمة OpenDesk الألمانية مفتوحة المصدر، والتي طورتها شركة Zendis التابعة للحكومة الألمانية؛ يوفر هذا البرنامج بديلًا آمنًا يتضمن ميزات مشابهة لـ Microsoft Office، مثل إنشاء المستندات والاجتماعات الافتراضية والتخزين السحابي، مع ضمان سيطرة كاملة على البيانات داخل الاتحاد الأوروبي، بما يتماشى مع اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR).

ويُذكر أن التوترات بين المحكمة وواشنطن تصاعدت بعد عودة ترمب إلى السلطة، حيث أصدر أمرًا تنفيذيًا بفرض عقوبات على المدعي العام كريم خان بسبب تحقيقات المحكمة في جرائم حرب محتملة في غزة، والتي قد تشمل مسؤولين إسرائيليين.

ويشار إلى أن هذا التحرك يندرج ضمن سياق أوسع لحملة أوروبية تهدف إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية، بعد تحذيرات من أن إدارة ترمب قد تستخدم شركات مثل مايكروسوفت كـ “سلاح جيوسياسي”.

المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2220073?ref=rss&format=simple&link=link