الشرع في موسكو لبحث مستقبل العلاقات والقواعد الروسية وتسليم الأسد

في تحول سياسي لافت، يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الرئيس السوري أحمد الشرع في موسكو، وذلك بعد نحو عام من استقباله بشار الأسد.
تأتي زيارة الشرع إلى موسكو، والتي تعتبر الأولى من نوعها، في إطار إعادة تنظيم العلاقات الثنائية بين البلدين، والبحث في ملفات التعاون السياسي والاقتصادي، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية.
وقد سبقت هذه الزيارة مكالمة هاتفية بين الرئيسين في فبراير الماضي، أكد خلالها بوتين دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، وأبدى استعداده لإعادة النظر في الاتفاقيات المبرمة مع النظام السابق، ورفع العقوبات الاقتصادية عن سورية.
وتأتي الزيارة في لحظة مفصلية من مسار إعادة تموضع سورية إقليمياً ودولياً بعد سقوط نظام الأسد، وتشير إلى رغبة دمشق وموسكو في إعادة تأسيس العلاقة بينهما على قواعد جديدة تراعي المتغيرات السياسية والعسكرية التي شهدتها السنوات الأخيرة، وتسعى روسيا من خلالها إلى تثبيت مصالحها الإستراتيجية في سورية، خصوصاً في البحر المتوسط.
وتشمل أجندة الزيارة ملفات عدة، من بينها مستقبل القواعد الروسية في طرطوس وحميميم، إذ يسعى الشرع إلى التوصل إلى تفاهمات جديدة تضمن المصالح الأمنية لموسكو وتمنح حكومته هامشاً أكبر في إعادة بناء القرار السيادي السوري.
كما يعتزم الرئيس الشرع طرح ملف تسليم بشار الأسد إلى السلطات السورية لمحاكمته، وهو مطلب يضع موسكو أمام معادلة حساسة بين الحفاظ على تحالفها التاريخي مع النظام السابق، وبين الانخراط في شرعنة المرحلة الجديدة في سورية.
و تتطرق المباحثات إلى مشاريع إعادة الإعمار والاستثمار الروسي في قطاعات البنية التحتية والطاقة والنقل، إضافة إلى قضايا إقليمية كالأزمة اللبنانية والوضع في غزة.
وتهدف موسكو من خلال هذه الزيارة إلى توجيه رسالة مفادها بأن علاقتها بسورية ليست مرتبطة بشخص الأسد، بل بمصالح إستراتيجية طويلة الأمد، وفقاً لما ذكرته وكالة “تاس”.
ويرى مراقبون أن الزيارة قد تفضي إلى تجديد أو تعديل بعض العقود الاستثمارية الروسية في سورية، وإلى تفاهمات جديدة حول مستقبل القواعد العسكرية، مع احتمال فتح قنوات قانونية تتعلق بملف الأسد.
وتهدف حكومة الشرع، وفقاً لمراقبين، إلى عدم الانكفاء على محور واحد، بل الحفاظ على علاقات موازية مع روسيا من جهة، ومع الدول العربية والغربية من جهة أخرى، في إطار إستراتيجية أوسع تهدف إلى إعادة دمج سورية في محيطها الدولي على أسس جديدة.
وتعكس الزيارة الأهمية الجيوسياسية لسورية، والتي تفرض التشاركية السياسية على المستوى الإقليمي والدولي، إذ لا غنى عن سورية بالنسبة لروسيا والعكس صحيح، مع التأكيد على بناء هذه العلاقة على أساس مفهوم الدولة لا الشخوص.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2217819?ref=rss&format=simple&link=link











