عربي

اغتيال مرشح تحالف السيادة صفاء المشهداني في الطارمية

في بغداد، اغتيل صفاء حجازي المشهداني، عضو مجلس محافظة بغداد والمرشح عن تحالف السيادة، مع اثنين من مرافقيه، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته في الطارمية شمال بغداد. الحادثة وقعت أثناء توقفهم لتناول العشاء في أحد المطاعم.

يعتبر الاغتيال رسالة سياسية خطيرة، خاصة وأن المشهداني كان معروفًا بمواقفه المناهضة للجماعات المسلحة ودعوته لحصر السلاح بيد الدولة. تحالف السيادة الذي ينتمي إليه المشهداني، هو ائتلاف سني بارز تبنى مواقف مماثلة.

يُعتقد أن انتقادات المشهداني العلنية لملف تهجير أهالي جرف الصخر، وهي قضية حساسة ترمز إلى نفوذ الفصائل المسلحة، كانت سببًا رئيسيًا في استهدافه. منطقة الطارمية التي وقع فيها الاغتيال، تخضع لسيطرة تامة من قبل فصيل يتبع “حركة النجباء”، وسبق لهذا الفصيل أن منع قوات الجيش ومكافحة الإرهاب من دخول المنطقة.

تُشير معلومات إلى أن منطقة المنع في الطارمية تضم مبانٍ ومصالح تُستخدم لصالح اللواء 12 حشد شعبي، ويرفضون حتى السماح للجيش العراقي بالاقتراب منها. تتميز الطارمية بموقع استراتيجي يربط بغداد بمحافظات أخرى، والسيطرة عليها تمثل هدفًا طويل الأمد للفصائل المسلحة.

يعكس هذا الاغتيال تصعيدًا خطيرًا للعنف السياسي الممنهج، ويأتي في سياق ثقافة الإفلات من العقاب التي أعقبت حملة اغتيال الناشطين بعد احتجاجات تشرين 2019. استهداف مرشح ينتمي لكتلة برلمانية كبرى يمثل تحولًا في الصراع من الشارع إلى داخل أروقة السلطة.

ويقوض اغتيال المشهداني، وهو أول مرشح يُستهدف في هذه الدورة الانتخابية، ثقة المواطنين في قدرة الدولة على حمايتهم وتأمين عملية ديمقراطية حقيقية. ويثير تساؤلات حول مستقبل الانتخابات المقبلة وقدرة الدولة على فرض سيادتها وإنفاذ القانون.

المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2217856?ref=rss&format=simple&link=link

زر الذهاب إلى الأعلى