الحوثيون يحولون المساعدات الإنسانية إلى أداة تجنيد وقمع في اليمن

تستغل ميليشيا الحوثي المساعدات الإنسانية في اليمن كأداة للضغط والتجنيد القسري، وذلك وفقًا لتحقيق أجرته وكالة “رويترز” واعتمد على شهادات العشرات ووثائق أممية سرية. يكشف التحقيق كيف تستخدم الميليشيا حاجة السكان للغذاء لإجبارهم على القتال في صفوفها أو المشاركة في حملاتها الدعائية.
يقول عبدالسلام، مزارع نزح من مناطق سيطرة الحوثيين، إن السكان يواجهون خيارًا صعبًا بين الانضمام إلى الميليشيا للحصول على الغذاء أو البقاء جائعين. وتُظهر الوثائق الأممية أن الحوثيين يفرضون ضرائب باهظة ويتحكمون في توزيع المساعدات، بالإضافة إلى اختلاق قوائم وهمية لتحويل الدعم إلى مقاتليهم.
وأضاف أبو حمزة، أحد النازحين، أنه سُجن لمدة عام بسبب انتقاده للحوثيين. ويُجبر الحوثيون الموظفين الحكوميين على حضور جلسات أسبوعية لتلقينهم أفكار زعيمهم، ويطالبونهم بدفع تبرعات لدعم غزة تحت التهديد.
وروى المعلم عبدالملك كيف هرب بعد حرمانه من راتبه لرفضه حضور تلك الجلسات، ومطالبته بدفع مساهمات مالية أسبوعية. أما فواز، فقد وُصف بـ”العدو” وحُرِم من المساعدات لرفضه الانضمام للميليشيا، ثم فقد ساقه بسبب انفجار لغم أرضي أثناء محاولته العبور إلى السعودية بحثًا عن العمل.
وأفاد موظفو إغاثة بأن الحوثيين يخفون الحقائق عن الأمم المتحدة، حيث تضمنت قوائم المساعدات أسماء وهمية، بينما حُرِم كثيرون بسبب عدم ولائهم للميليشيا. ولجأت الأمم المتحدة إلى جمع البيانات عن بُعد بعد اكتشاف تلاعب الحوثيين بنتائج المسوحات.
وتعرضت شركات المراقبة المستقلة للمساعدات للملاحقة، حيث داهم الحوثيون مكاتبها واعتقلوا موظفيها، بل وحُكم على الرئيس التنفيذي لإحدى هذه الشركات بالإعدام قبل تخفيف العقوبة لاحقًا. ويستمر الحوثيون، المدعومون من إيران، في استخدام المساعدات لتعزيز سيطرتهم، مما يضع ملايين اليمنيين بين الجوع أو القتال في حرب لا علاقة لهم بها.
المصدر: https://adennews.net/170133











