اشتباكات دامية بين باكستان وطالبان الأفغانية ومقتل العشرات

تصاعدت حدة التوتر بين باكستان وأفغانستان مع تجدد الاشتباكات العنيفة على المناطق الحدودية، حيث أفادت مصادر أمنية باكستانية بمقتل ما لا يقل عن 20 عنصراً من حركة طالبان الأفغانية.
اندلعت الاشتباكات في مقاطعة كُرّم بولاية خيبر بختونخوا، بعدما فتحت القوات الأفغانية النار على موقع حدودي باكستاني، ورد الجيش الباكستاني بقصف مدفعي مكثف أسفر عن تدمير عدد من المواقع والدبابات التابعة لقوات طالبان، وفقاً لما ذكرته القناة التلفزيونية الرسمية في إسلام آباد.
وأكد مسؤولون أمنيون أن الجيش الباكستاني تمكن من تدمير منشأة تدريب كبيرة تابعة لحركة طالبان الباكستانية (TTP)، الجماعة المتمردة التي تتخذ من الأراضي الأفغانية ملاذاً آمناً لها، بينما أكد نائب المتحدث باسم شرطة إقليم خوست الأفغاني وقوع الاشتباكات دون تفاصيل إضافية.
تأتي هذه المواجهات بعد تبادل نيران كثيف بين الجانبين في نهاية الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وتوقف القتال بوساطة من السعودية وقطر، مع إغلاق جميع المعابر الحدودية بين البلدين.
وكانت وزارة الدفاع الأفغانية قد ذكرت أن قواتها قصفت مواقع عسكرية باكستانية داخل أراضيها، ما أسفر عن مقتل 58 جندياً باكستانياً، وهو ما نفاه الجيش الباكستاني، مؤكداً أنه فقد 23 جندياً فقط، في حين قتل أكثر من 200 مقاتل من طالبان الباكستانية وحلفائها في عمليات رد عبر الحدود.
وتتبادل باكستان وأفغانستان الاتهامات بدعم الجماعات المسلحة، حيث تتهم إسلام آباد حركة طالبان بالسماح لمقاتلي تنظيم طالبان الباكستانية بشن هجمات داخل باكستان، بينما تتهم كابول باكستان بتنفيذ غارات جوية داخل الأراضي الأفغانية.
يعود النزاع الحدودي بين البلدين إلى “خط دوراند” الذي رسمته بريطانيا عام 1893، والذي ترفض كابول الاعتراف به كحد رسمي، في حين تعتبره باكستان أساساً لسيادتها الحدودية، ويشكل التصعيد الحالي تهديداً للعلاقات الأمنية والتجارية بين البلدين، خاصة مع إغلاق المعابر الحيوية التي تمثل شرياناً رئيسياً لتجارة أفغانستان مع العالم.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2217821?ref=rss&format=simple&link=link











