وثيقة شرم الشيخ إرادة جديدة في هندسة السلام برؤية سعودية

وثيقة شرم الشيخ ليست مجرد بيان دبلوماسي عابر، بل هي إعلان عن إرادة جديدة تهدف إلى بناء سلام مستدام ورؤية شاملة تحقق الازدهار الإقليمي المشترك في منطقة الشرق الأوسط.
خلف هذه الوثيقة، يكمن عمل سياسي سعودي دؤوب، تقوده وزارة الخارجية برؤية متزنة، وقد نجحت المملكة في فرض احترامها على الساحة الدولية من خلال دبلوماسيتها الفعالة.
في الوقت الذي ركزت فيه الخطابات العالمية على توصيف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عملت الرياض بهدوء على إقامة توازنات دقيقة، محافظة على دورها كقوة إقليمية، ومنحازة للضمير العربي في دعم غزة وفلسطين.
وقد حمل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان رسالة واضحة في جولاته حول العالم، مفادها أن السلام لا يمكن أن يتحقق بالدم أو الاحتلال. وجسدت تحركاته دبلوماسية الأفعال لا الأقوال، محولةً المبادئ إلى مسارات سياسية واضحة، ومؤكدة أن المملكة تنظر إلى فلسطين كقضية أساسية في وجدانها السياسي والإنساني.
لقد ربطت السعودية مصالحها الاقتصادية ومشاريعها التنموية الكبرى بمسؤولية أخلاقية تسعى لربط الاستقرار بالعدالة والتنمية بالكرامة الإنسانية. وعندما وقعت الدول على وثيقة شرم الشيخ، كان صوت المملكة حاضراً بقوة؛ لأنها أعادت للسلام لغته العادلة، وللدبلوماسية معناها الأخلاقي.
وبقراءة الوثيقة، يتضح أن الشرق الأوسط الجديد يُعاد تشكيله من الرياض، حيث تتلاقى المشاريع الكبرى مع المواقف الثابتة، والقوة مع الاعتدال، لتؤكد أن القيادة السعودية ليست مجرد مراقب، بل صانعة للأحداث.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2217677?ref=rss&format=simple&link=link











