أمريكا تسحب تأشيرات 50 سياسيًا ومسؤولًا مكسيكيًا

في خطوة مفاجئة، سحبت الولايات المتحدة تأشيرات الدخول من حوالي 50 سياسياً ومسؤولاً حكومياً مكسيكياً، وفقًا لتصريحات مسؤولين مكسيكيين. يأتي هذا الإجراء في إطار حملة أوسع تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمكافحة كارتلات المخدرات، وشبكاتها السياسية التي يشتبه في ارتباطها بها.
هذا القرار أثار صدمة في الأوساط السياسية المكسيكية، وخاصةً بين النخبة التي تعتمد بشكل كبير على السفر إلى الولايات المتحدة. وتوسيع الجهود الأمريكية لمكافحة المخدرات باستهداف سياسيين نشطين يعتبر تطورًا ملحوظًا، خاصة وأن هؤلاء السياسيين يتمتعون بحساسية دبلوماسية.
ويرى ثلاثة سفراء أمريكيين سابقين أن سحب التأشيرات بهذه الطريقة ليس جديدًا تمامًا، لكنه يحدث على نطاق أوسع من ذي قبل. وأوضح توني واين، سفير الولايات المتحدة في المكسيك سابقًا، أن إدارة ترامب تبتكر طرقًا جديدة لممارسة ضغوط أكبر على المكسيك.
وكشف سياسي مكسيكي كبير، لصحيفة “الغارديان”، أن أكثر من 50 سياسياً من حزب مورينا الحاكم، الذي تنتمي إليه الرئيسة كلوديا شينباوم، فقدوا تأشيراتهم، بالإضافة إلى العشرات من المسؤولين من أحزاب أخرى. وأكد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية أن سحب التأشيرات، بما في ذلك الخاصة بالمسؤولين الأجانب، ممكن في أي وقت إذا كانت الأنشطة تتعارض مع المصلحة الوطنية الأمريكية، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية لديها علاقة عمل جيدة مع حكومة شينباوم وتتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية.
يذكر أن إدارة ترامب سبق أن سحبت تأشيرات في دول أمريكا اللاتينية ضد خصوم سياسيين وأيديولوجيين، مثل الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، بالإضافة إلى أكثر من 20 قاضياً ومسؤولاً برازيلياً، و14 سياسياً ورجل أعمال في كوستاريكا، بمن فيهم الرئيس السابق أوسكار أرياس.
في المكسيك، يهدد هذا الإجراء بتعقيد العلاقات المتوترة بالفعل مع الولايات المتحدة، خاصة في ظل المفاوضات التجارية والأمنية الحاسمة. ورغم تعاون شينباوم الوثيق مع الولايات المتحدة في مكافحة الكارتلات، إلا أنها تعارض بشدة أي تدخل عسكري أمريكي أحادي الجانب، معتبرةً ذلك انتهاكاً للسيادة المكسيكية. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الرئاسة أو وزارة الخارجية المكسيكية حتى الآن.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2217706?ref=rss&format=simple&link=link











