VO2 Max مؤشر حيوي يكشف لياقتك ويطيل عمرك
يحذر الخبراء من تجاهل قياس الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين “VO2 max”، الذي يعد مؤشراً بالغ الأهمية للصحة العامة واللياقة البدنية. بينما يركز الكثيرون على قياس معدل ضربات القلب وجودة النوم باستخدام الأجهزة الذكية، إلا أن “VO2 max” يعكس قدرة الجسم على استخدام الأكسجين بكفاءة أثناء التمرين، ما يجعله مقياساً حيوياً لصحة القلب والأوعية الدموية.
يوضح غاري ويليامز، المدرب الشخصي الرئيسي في WithU، أن ارتفاع معدل “VO2 max” يدل على لياقة ومرونة الجسم، بينما يرتبط انخفاضه بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والخرف. ويؤكد الدكتور محمد عنايت، أخصائي طول العمر، أن هذا المقياس يعد من أوضح المؤشرات التي تربط اللياقة البدنية بطول العمر ونوعية الحياة.
يمكن قياس “VO2 max” بدقة في المختبر باستخدام أقنعة الأكسجين أثناء الجري على جهاز المشي. ومع ذلك، تشير الأجهزة القابلة للارتداء، مثل ساعات آبل وحلقات أورا، إلى أنها تقدم تقديرات دقيقة بناءً على بيانات معدل ضربات القلب والنشاط.
ولمن يفضلون الاختبارات المنزلية، يعتبر “اختبار كوبر” خياراً بسيطاً وفعالاً، ويتضمن الركض أو المشي لأبعد مسافة ممكنة خلال 12 دقيقة، ثم حساب “VO2 max” باستخدام صيغة محددة. كما توجد طريقة أخرى تعتمد على قياس معدل ضربات القلب أثناء الراحة والحد الأقصى لمعدل ضربات القلب أثناء التمرين.
تحسين “VO2 max” لا يعزز الأداء الرياضي فحسب، بل يقلل أيضاً من مخاطر الوفاة المبكرة بنسبة تصل إلى 17%، وفقاً لدراسة في المجلة البريطانية للطب الرياضي. ورغم أن هذا المقياس ينخفض مع التقدم في العمر، يؤكد الدكتور عنايت أنه قابل للتحسين حتى في سن متأخرة من خلال التدريب المنتظم.
يوصي ويليامز بالتدريب في منطقة معدل ضربات القلب 2 (60-70% من الحد الأقصى) وممارسة أنشطة مثل الجري وركوب الدراجات والمشي السريع. ولتحقيق مكاسب أسرع، يمكن إضافة تمارين الشدة العالية المتقطعة (HIIT) إلى الروتين التدريبي.
إضافة إلى الفوائد البدنية، ترتبط اللياقة القلبية الوعائية بصحة عقلية أفضل، حيث تقلل من التوتر والقلق. وقد وجدت دراسة في مجلة أبحاث الإنترنت الطبية ارتباطاً وثيقاً بين مستويات اللياقة والصحة النفسية.
ويختتم الدكتور عنايت بالتأكيد على أن تتبع “VO2 max” يمنح الفرد نظرة مباشرة على صحة نظامه القلبي الوعائي، وأن العمل على تحسينه لا يضيف سنوات إلى حياته فحسب، بل يضيف حياة إلى سنواته.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2217518?ref=rss&format=simple&link=link
