قمة شرم الشيخ تنطلق لوقف حرب غزة وتعزيز السلام بمشاركة دولية واسعة

تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انطلقت اليوم قمة شرم الشيخ للسلام، بهدف رئيسي هو إنهاء الحرب الدائرة في غزة ودعم مساعي تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وتأتي هذه القمة في ظل توترات متصاعدة تشهدها المنطقة، وفي وقت يسعى فيه المجتمع الدولي إلى تنسيق الجهود الدبلوماسية لإعادة الأمن والاستقرار إلى غزة والدول المجاورة.
شهدت القمة مشاركة دولية واسعة، حيث استضافت مصر قادة وممثلين عن أكثر من 20 دولة، من بينها دول مجلس التعاون الخليجي الست، إضافة إلى ممثلين عن دول أوروبية كبرى مثل فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب دول أخرى كالهند واليابان، مما يعكس الأهمية الإقليمية والدولية للقمة والجهود المشتركة لإيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب في غزة.
وزير الخارجية الكويتي الدكتور بدر عبدالعاطي وصف القمة بأنها “اتفاق تاريخي يهدف إلى إنهاء الحرب على غزة وتدشين فصل جديد من السلام والأمن في المنطقة، يساهم في استعادة الاستقرار الإقليمي ووضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني”، مما يبرز الاهتمام الخليجي بتوحيد الجهود لتحقيق تسوية سياسية عادلة ومستدامة في قطاع غزة.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “القبس” الكويتية تصريحات لمسؤول مقرب من حركة حماس، تفيد بأن الحركة لن تشارك في حكم غزة خلال الفترة الانتقالية بعد الحرب، لكنها ستظل “عنصرًا أساسيًا من النسيج الفلسطيني”، مما يشير إلى التحديات السياسية الداخلية التي قد تواجه تنفيذ أي اتفاق يخرج عن إطار التوافق الفلسطيني الداخلي.
من جانب آخر، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح الأسبوع الثامن للمياه بالقاهرة، أن مصر “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام النهج غير المسؤول لإثيوبيا، وستتخذ كل التدابير لحماية مصالحها وأمنها المائي”، مشيرًا إلى أن سد النهضة الإثيوبي تسبب في أضرار لدولتي المصب، مصر والسودان، نتيجة إدارتها غير المنضبطة وتدفقات المياه غير المنتظمة.
تهدف قمة شرم الشيخ للسلام إلى معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، من خلال وقف الحرب الفوري، ودعم إعادة الإعمار والبنية التحتية، وتعزيز دور المجتمع الدولي في تأمين المساعدات الإنسانية للمدنيين، ووضع آليات لضمان استقرار سياسي طويل الأمد، وتعتبر القمة منصة لتنسيق الجهود العربية والدولية وفتح حوار شامل لضمان حل عادل ومستدام.
على الرغم من التفاؤل الدولي، تواجه القمة عدة تحديات، منها الخلافات الداخلية الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وضغوط سياسية من القوى الإقليمية والدولية، وضرورة ضمان الالتزام بتنفيذ أي اتفاق في ظل توترات سابقة وأزمات ثقة متبادلة، ومع ذلك، يمكن أن تشكل القمة نقطة تحول تاريخية إذا نجحت في إنهاء الحرب، وبناء إطار سياسي يضمن تهدئة مستدامة، وتعزيز دور مصر كلاعب رئيسي في الوساطة الإقليمية، وفتح الباب لمفاوضات شاملة حول السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
المصدر: https://www.matnnews.com/247800











