دراسة عالمية: ارتفاع مقلق في وفيات المراهقين والشباب

كشفت دراسة عالمية حديثة عن وجود “أزمة ناشئة” تتمثل في ارتفاع معدلات الوفيات بين المراهقين والشباب، مع تباين ملحوظ في الأسباب بين مختلف المناطق حول العالم. ففي حين أن الانتحار وتعاطي المخدرات والكحوليات هما المحركان الرئيسيان لهذه الزيادة في أمريكا الشمالية، فإن الأمراض المعدية والإصابات تلعب دورًا أكبر في أفريقيا جنوب الصحراء.
وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة “لانسيت” وعُرضت في القمة الصحية العالمية في برلين، إلى أن هذه البيانات تمثل جرس إنذار يستدعي استجابة عالمية عاجلة. وقد استندت الدراسة إلى تحليل شامل لأكثر من 300 ألف مصدر بيانات، بمشاركة أكثر من 16500 عالم من مختلف أنحاء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الدراسة أن الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري تمثل الآن ثلثي الأعباء الصحية العالمية، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات اضطرابات الصحة النفسية. ومع ذلك، تؤكد الدراسة على أن نصف هذه الأعباء المرضية يمكن الوقاية منها من خلال تقليل عوامل الخطر الرئيسية مثل ارتفاع ضغط الدم، والتلوث، والتدخين، والسمنة.
وعلى الرغم من التحسن الإجمالي في متوسط العمر المتوقع على مستوى العالم، والذي وصل إلى 76.3 سنة للنساء و 71.5 سنة للرجال، لا تزال هناك فجوات كبيرة بين المناطق الغنية والفقيرة. ففي حين يبلغ متوسط العمر المتوقع في الدول ذات الدخل المرتفع 83 عامًا، فإنه لا يتجاوز 62 عامًا في أفريقيا جنوب الصحراء.
وأثار الارتفاع المقلق في معدلات وفيات الشباب قلق الباحثين بشكل خاص، حيث يُعزى ذلك في أمريكا الشمالية وأجزاء من أمريكا اللاتينية إلى تزايد حالات الانتحار وتعاطي المخدرات والكحول، بالتزامن مع ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، وخاصة بين النساء. وحول أسباب ذلك، يرى الدكتور كريستوفر موراي، مدير معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن، أن هذا الارتفاع مرتبط بتزايد الاضطرابات النفسية، لكن الأسباب الدقيقة لا تزال غير واضحة، سواء كانت وسائل التواصل الاجتماعي، أو الأجهزة الإلكترونية، أو اتجاهات اجتماعية أوسع.
وفي المقابل، كشفت نماذج متقدمة في أفريقيا جنوب الصحراء أن معدلات وفيات الأطفال من سن 5 إلى 14 عامًا كانت أعلى بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، وذلك بسبب الأمراض المعدية والإصابات. كما ارتفعت معدلات وفيات الفتيات والنساء من سن 15 إلى 29 عامًا بنسبة 61% عن التقديرات السابقة، نتيجة لمضاعفات الحمل والولادة، وإصابات الطرق، والتهاب السحايا.
وحذرت البروفيسورة إيمانويلا جاكيدو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، من أن التقدم المحرز في المناطق منخفضة الدخل مهدد بسبب التخفيضات الأخيرة في المساعدات الدولية، والتي تعتبر حيوية لتوفير الرعاية الصحية الأولية والأدوية واللقاحات.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2217424?ref=rss&format=simple&link=link











