كيف تحمي نفسك من السحر

السحر قضية قديمة تشغل عقول الناس، يمثل السحر أحد أشكال الأذى الذي يستهدف الإنسان في جوانب حياته المختلفة، وبرغم الجدل الدائر حول طبيعته وتأثيره، يؤمن الكثيرون بوجوده، مما يستدعي الحاجة إلى وعي ديني وعلمي لحماية الأفراد من خطره.

في المفهوم الشرعي، السحر هو اتفاق بين الساحر والجن لإلحاق الضرر بشخص ما، مقابل تقديم قرابين أو ممارسة طقوس محرمة، وقد يتخذ السحر أشكالًا متعددة مثل التفريق بين الأزواج، أو إضعاف الصحة، أو تعطيل الرزق، ويؤكد العلماء أن السحر لا يؤثر بذاته، وإنما بإذن الله تعالى، كما ورد في القرآن الكريم.

من الأخطاء الشائعة أن ينسب كل فشل أو تعب إلى السحر، إذ قد تكون الأسباب نفسية أو اجتماعية أو صحية، لذا فإن أولى خطوات الوقاية هي الوعي والتمييز بين الأذى الروحي والظروف الطبيعية للحياة.

تبدأ الوقاية من السحر بالتمسك بالإيمان والالتزام بذكر الله، وقد حدد العلماء مجموعة من الأذكار والأدعية التي تمثل حصنًا يوميًا ضد الشرور، كالمداومة على قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة وقبل النوم، وقراءة سور الإخلاص والفلق والناس ثلاث مرات صباحًا ومساءً، والالتزام بالأذكار النبوية اليومية، خاصة أذكار الصباح والمساء والنوم، والمحافظة على الطهارة والوضوء، وقراءة القرآن في المنزل بانتظام.

يعد الالتزام بالصلاة والدعاء والابتعاد عن المعاصي من أقوى أسلحة الوقاية، إذ تؤكد الشريعة الاسلامية أن القلب العامر بذكر الله لا ينفذ إليه الشر.

من أبرز المخاطر في قضايا السحر هو لجوء الناس إلى الدجالين أو من يدّعون القدرة على فك السحر بوسائل غير شرعية، وهؤلاء يستغلون خوف الناس ويطلبون أموالًا طائلة مقابل طقوس باطلة، وقد يستخدمون آيات القرآن بطريقة محرفة أو يطلبون كتابة أسماء غريبة ورموز سحرية.

ينصح علماء الدين بالابتعاد عن أي شخص يدّعي علم الغيب أو يطلب تقديم قرابين أو كتابة أحجبة بدم أو رموز مجهولة، والعلاج المشروع للسحر يكون بالرقية الشرعية الموثوقة من أشخاص معروفين بالعلم والتقوى، لا بالسحر المضاد أو الشعوذة.

المصدر: https://www.matnnews.com/247715