منوعات

الصحة العالمية مليار شخص يعانون اضطرابات نفسية ونقص حاد بالرعاية

أظهرت تقارير حديثة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن أكثر من مليار شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية، مع تزايد حالات القلق والاكتئاب التي تصيب واحدًا من كل سبعة أفراد. وتظهر البيانات أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بهذه الاضطرابات، بينما يسود اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتعاطي المخدرات بين الذكور.

وتشير تقارير المنظمة إلى وجود تفاوت كبير في تقديم الرعاية الصحية النفسية بين الدول، حيث يحصل أقل من 10% من المرضى في الدول منخفضة الدخل على الرعاية اللازمة، مقارنة بأكثر من 50% في الدول مرتفعة الدخل. ويبلغ متوسط الإنفاق الحكومي على الصحة النفسية 2% فقط من إجمالي ميزانيات الصحة، مع وجود فجوة كبيرة في التمويل بين الدول الغنية والفقيرة.

وتعتبر الاضطرابات النفسية ثاني أكبر سبب للإعاقة طويلة الأمد، وتساهم في خسارة سنوات الحياة الصحية وزيادة تكاليف الرعاية الصحية. ويكلف الاكتئاب والقلق وحدهما الاقتصاد العالمي نحو تريليون دولار سنويًا بسبب فقدان الإنتاجية. كما أن الاضطرابات النفسية هي سبب رئيسي للوفيات بالانتحار، حيث تم تسجيل 727 ألف حالة انتحار في عام 2021.

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى تبني نماذج رعاية صحية نفسية تعتمد على المجتمع، لكن أقل من 10% من الدول تحولت بالكامل إلى هذه النماذج. ويعاني العالم من نقص حاد في القوى العاملة المتخصصة في الصحة النفسية، على الرغم من بعض التقدم المحرز في تطوير برامج الرعاية النفسية الأولية وتوافر خدمات الصحة النفسية عبر الإنترنت.

وأكد الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن الاستثمار في الصحة النفسية هو استثمار في الأفراد والمجتمعات والاقتصادات، مشددًا على أن الرعاية النفسية يجب أن تعتبر حقًا أساسيًا وليست امتيازًا. وحثت الدكتورة ديفورا كيستل، مديرة إدارة الأمراض غير السارية والصحة النفسية بالمنظمة، على إصلاحات عاجلة تشمل زيادة الاستثمار في القوى العاملة، والتحول نحو الرعاية المجتمعية، وتعديل القوانين لضمان احترام حقوق الأفراد.

وفي سياق متصل، أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة عالمية لدعم الصحة النفسية في أماكن العمل، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، استجابة لارتفاع حالات الإجهاد المرتبط بالعمل بعد الجائحة. وأفادت تقارير حديثة بأن الدول منخفضة الدخل بدأت في تبني برامج توعية بسيطة، مثل تدريب العاملين الصحيين المجتمعيين، لسد الفجوة في الخدمات. كما أشار تقرير نشر في مجلة “نيتشر” إلى أن استخدام التطبيقات الرقمية للصحة النفسية زاد بنسبة 15% في الدول المتوسطة الدخل منذ 2023، مما يعكس اتجاهًا نحو الابتكار في تقديم الخدمات.

المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2211642?ref=rss&format=simple&link=link

زر الذهاب إلى الأعلى