ارتفاع وفيات داء الفيالقة في نيويورك إلى 5 وسط تفش واسع

ارتفعت حصيلة ضحايا تفشي داء الفيالقة في حي هارلم المركزي بمدينة نيويورك إلى خمس وفيات، بالإضافة إلى نقل 14 شخصًا إلى المستشفى، وفقًا لما أعلنته دائرة الصحة في المدينة.
ويعد هذا التفشي الأكبر من نوعه منذ عقد، حيث بلغ عدد الحالات المؤكدة حتى الآن 108 حالة. وتنتشر العدوى، التي تسببها بكتيريا الليغيونيلا، عبر أبراج التبريد في أنظمة تكييف الهواء بالمباني في المنطقة.
وقد حددت دائرة الصحة في نيويورك 12 برج تبريد في 10 مبانٍ، بما في ذلك مستشفى ومركز صحي تديرهما المدينة، كمصادر محتملة للبكتيريا، وذلك بعد أن أظهرت الاختبارات الأولية وجود الليغيونيلا.
وقد تم الانتهاء من عمليات التطهير لمعظم هذه الأبراج، فيما تستمر جهود الرصد لمنع انتشار العدوى. وأكدت الدائرة أن داء الفيالقة لا ينتقل بين الأشخاص، بل يصيب الأفراد عند استنشاق رذاذ الماء الملوث بالبكتيريا، وهو ما يحدث عندما تكون أبراج التبريد أو أنظمة المياه غير نظيفة أو دافئة بشكل زائد (بين 25 و45 درجة مئوية).
وشددت السلطات الصحية على السكان في المناطق المتضررة بضرورة طلب الرعاية الطبية فور ظهور أعراض تشبه الإنفلونزا، مثل السعال، الحمى، الصداع، آلام العضلات، أو صعوبة التنفس، خصوصًا للأشخاص فوق سن 50، أو المدخنين، أو أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري أو ضعف المناعة.
وأكدت السلطات إمكانية علاج المرض بالمضادات الحيوية إذا تم تشخيصه مبكرًا، ولكن التأخير قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك فشل الرئتين أو القلب، حيث تصل نسبة الوفيات إلى حوالي 10% من الحالات.
وأوضح عمدة نيويورك، إريك آدامز، أن المباني التي تحتوي على أبراج التبريد الملوثة تشمل مستشفى في هارلم ومبنى يضم متجرًا، مؤكدًا أن السلطات عملت على تطهير جميع الأبراج المتضررة، ومع تباطؤ معدل الحالات الجديدة، أعربت السلطات عن تفاؤل حذر باحتواء العدوى، لكنها دعت إلى تعزيز صيانة أنظمة التكييف لمنع تكرار مثل هذه الأزمات.
يذكر أن داء الفيالقة هو نوع من الالتهاب الرئوي الحاد الناجم عن بكتيريا الليغيونيلا، التي تزدهر في المياه الراكدة أو الدافئة، مثل أبراج التبريد، الجاكوزي، وخزانات المياه الساخنة، أو أنظمة التكييف المركزية. ووفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، يتم تسجيل حوالي 8000 إلى 18000 حالة سنويًا في الولايات المتحدة، مع معدل وفيات يتراوح بين 5 و10%.
وفي نيويورك، تعد هارلم وبرونكس من المناطق الأكثر عرضة لتفشي داء الفيالقة بسبب عوامل اجتماعية وبيئية، مثل ضعف صيانة المباني في الأحياء منخفضة الدخل وارتفاع معدلات الأمراض المزمنة بين السكان.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/variety/na/2209589?ref=rss&format=simple&link=link











