منوعات

التغريدة التي كانت سبب طرد عبد الصمد ناصر من قناة الجزيرة وكيف علق المذيع المغربي

استغنت قناة “الجزيرة” عن خدمات المذيع المغربي عبد الصمد ناصر، ما أثار العديد من الأسئلة حول الأسباب التي أدت إلى هذا القرار. وتعتبر الجزيرة القطرية واحدة من أبرز القنوات الإعلامية في العالم العربي، وعمل ناصر معها لمدة تجاوزت العشرين عامًا بدءًا من إطلاق القناة في عام 1996.

في تعليقه الأول بعد الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام حول إقالته من الجزيرة، نشر الإعلامي المغربي عبد الصمد ناصر تغريدة ألمح فيها إلى انفصاله عن القناة.

وقال في تغريدته: “وإذا سدّ عليك بحكمته طريقًا من طرقه، فتح لك برحمته طريقًا أنفع لك منه.. الرب سبحانه لا يمنع عبده المؤمن شيئًا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع له”.

كما كتب لاحقاً بعد اثارة الجدل الكبير تغريدة أخرى عبر فيها: “ما أنبلكم وما أطهر قلوبكم أيها الأحبة. شكراً شكراً لكم بحجم الكون، لنبلكم وفيض مشاعركم وتضامنكم ودعمكم. أنا حقاً عاجز عن وصف تأثري وسروري بما غرمتموني به من كرم مشاعركم ومحبتكم ودعائكم. حقاً “لو أبصَر المؤمن ما خَفي من لُطف ربّه، لأستلَذ البلاء كما يَستلِذ العافية.” ونِعم بالله”.

وفي سياق متصل، كشفت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن تفاصيل القصة، وقالت في بيان أصدرته وسائل إعلام محلية: “تم اتخاذ قرار إدارة قناة الجزيرة القطرية بعد رفض الإعلامي المغربي حذف تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي على تويتر، والتي دافع فيها عن شرف ‘المغربيات’ اللواتي تعرضن لحملة شرسة من قبل إعلام الجزائر المأجور الموالي لنظام الجزائر”.

وتعود قصة التغريدة التي نشرها الإعلامي عبد الصمد ناصر إلى 30 أبريل/نيسان الماضي، عندما رد على تقرير بثته قناة جزائرية رسمية “أقدمت فيه على كيل اتهامات مجانية وكاذبة للمغرب” وفقًا لوسائل إعلام مغربية.

وفي تغريدته، أدان الإعلامي المغربي القناة الجزائرية قائلاً: “نموذج صارخ لفجور إعلام نظام الجزائر الرسمي”، ووصف التقرير الجزائري بأنه “هجوم على المغرب بطريقة غير لائقة واتهامات باطلة للدولة المغربية ومؤسساتها”.

وأضاف ناصر: “أي فجور غير المسبوق هذا؟ وأي وضاعة هذه يا عديمي الأخلاق؟”، واصفًا الإعلام الجزائري بأنه “إعلام حاقد وما تفعلونه فظيع”.

ووفقًا لبيان نقابة الصحفيين المغاربة، تعرض الإعلامي عبد الصمد ناصر لضغوط كبيرة من جانب مسؤول بارز في القناة القطرية، وعرض عليه حذف التغريدة المذكورة أو مغادرة الجزيرة.

ومع ذلك، رفض ناصر التراجع عن موقفه الداعم لبلاده، وقرر الامتثال لأي إجراءات قانونية تتخذها إدارة القناة.

وحتى الآن، لم تصدر قناة الجزيرة أي بيان رسمي بشأن إقالة عبد الصمد ناصر، ولم يؤكد الإعلامي نفسه أو ينفي الأخبار المتداولة.

وأكدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيانها استنكارها الشديد لهذا القرار التعسفي وأعلنت تضامنها المطلق مع عبد الصمد ناصر. وأشارت إلى أنها ستقدم مذكرة احتجاجية إلى إدارة الجزيرة القطرية ومركز حرية الصحافة الذي يشرف عليه، وستتواصل مع الفيدرالية الدولية للصحافيين والاتحاد العام للصحافيين العرب.

كما أعلنت عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر مكتب الجزيرة في الرباط في وقت قريب. ودعت جميع الصحفيين العاملين في الجزيرة إلى التضامن مع زميلهم الذي تعرض للطرد التعسفي بسبب ممارسته حقه المشروع في التعبير عن رأيه.

واختتمت النقابة المغربية بأن هذا القرار التعسفي يمس بمصداقية قناة الجزيرة ويفرغ شعاراتها المتعلقة بحرية التعبير والنشر واستقلالية الصحفيين والدفاع عن كرامتهم من محتواها، ويحولها إلى مجرد شعارات فارغة.

زر الذهاب إلى الأعلى