دراسة تكشف: الحوثي يوظف أربعة مسارات لإدامة الحرب وترسيخ نفوذه في اليمن

كشفت دراسة حديثة عن أربعة مسارات رئيسية تستغلها جماعة الحوثي لترسيخ نفوذها في اليمن وإدامة الصراع الدائر. هذه المسارات تشمل تحويل فكرة “الولاية” إلى أساس ديني لاحتكار السلطة، واستخدام خطاب المظلومية لاستقطاب المؤيدين، وتوظيف التعليم والإعلام لتشكيل الوعي العام، وإنشاء نظام اقتصادي يعتمد على الجبايات لتمويل الحرب.
وأكدت الدراسة الصادرة عن مركز المخا للدراسات، أن هذه المسارات لا تهدف إلى مجرد تعزيز سلطة سياسية، بل إلى ترسيخ مشروع عقائدي يرتكز على فكرة الاصطفاء الإلهي. هذا الأمر يجعل الصراع في اليمن ليس مجرد تنافس على السلطة، بل معركة لتأكيد “حق سماوي” في الحكم، مما يطيل أمد الحرب ويضعف أسس الدولة الحديثة.
وتبين الدراسة أن الفكر الحوثي يرى الحكم امتيازًا لفئة محددة، مما يبرر استمرار القتال كوسيلة لحماية هذا “الحق الإلهي”. وهذا يساهم في ترسيخ التمييز السلالي والطائفي، بدلاً من بناء دولة تقوم على المساواة بين المواطنين.
وشددت الدراسة على أن حل النزاع اليمني يتطلب مسارين متوازيين: مسار تشريعي ودستوري يجرم التمييز السلالي ويكفل حقوقًا متساوية لجميع المواطنين، ومسار فكري وديني يقوده علماء ومفكرون لإعادة فهم مفهوم الحكم باعتباره اختيارًا شعبيًا لا امتيازًا وراثيًا.
وأخيرًا، خلصت الدراسة إلى أن أي تسوية سياسية لا تعالج الأبعاد الفكرية للصراع لن تنجح في إنهاء الحرب أو تحقيق سلام دائم. وذلك لأن جذور الصراع مرتبطة بأيديولوجيا تعيد إنتاج النزاع، وتحول الحرب إلى ضرورة وجودية للمشروع الحوثي، وبالتالي فالتسوية التي لا تتطرق إلى هذه الأبعاد الفكرية لا يمكن أن تنجح في تحقيق السلام المستدام.
المصدر: https://adennews.net/171459











