واشنطن بوست تنتقد تجاهل العالم لأزمة السودان وتحذر من كارثة الفاشر

في ظل تجاهل دولي متزايد، سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، منتقدة العجز العالمي عن إيجاد حل لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين.

وأكدت الصحيفة على وجه الخصوص، أن كارثة الفاشر كانت معروفة للعالم منذ أكثر من عام، لكن ذلك لم يدفع المجتمع الدولي للتحرك لإنقاذ الشعب السوداني.

ومع سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، التي يقطنها حوالي 250 ألف مدني يعانون من الجوع، وقعت “مجزرة مروعة” أودت بحياة المئات، بحسب الصحيفة.

وكشفت الصحيفة عن انتشار مقاطع فيديو لمقاتلين تابعين للدعم السريع وهم يقومون بإعدامات ميدانية بحق المدنيين، فضلاً عن صور التقطت بالأقمار الصناعية تظهر تجمعات لجثث مكدسة وبقع دماء ضخمة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العبء الأخلاقي لهذه المأساة الإنسانية ثقيل، وأنه كان يجب على الأمريكيين أن ينتبهوا لذلك، نظراً للموقع الاستراتيجي للسودان وأهميته في تدفق الطاقة والتجارة الدولية.

وذكرت أن إدارة ترمب استدعت ممثلين عن الدعم السريع والجيش السوداني إلى واشنطن في محاولة للضغط من أجل هدنة، إلا أن ذلك لم يتحقق بسبب إصرار كلا الطرفين على تحقيق النصر.

وحذر الكاتب إيشان ثارور من أن الحرب في السودان تتخذ “منحى مرعباً” في ظل تجاهل الرئيس الأمريكي، مبيناً أن إنهاء الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم ليس من أولويات الإدارة الأمريكية.

وأوضح ثارور أنه لا يوجد حل سهل لإنهاء الحرب في السودان، نظراً لتعقيد الأوضاع وتداخل مصالح قوى أجنبية تدعم طرفي النزاع، وهما القوات المسلحة السودانية بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ويعتقد محللون أن الإدارة الأمريكية قادرة على ممارسة ضغوط أكبر على حلفائها ذوي العلاقات الوثيقة لكبح جماح الأزمة، لكن الكاتب يرى أنه لا يوجد أمل في صفقة برعاية ترمب تنهي الحرب في السودان في الوقت القريب، ما يعني استمرار المأساة التي أودت بحياة أكثر من 150 ألف شخص وشردت الملايين.

المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2220194?ref=rss&format=simple&link=link