تميّز 2025 يحول منصات التواصل إلى احتفاء وطني بالمدارس المتميزة

ملتقى “تميّز 2025” الذي أقامته هيئة تقويم التعليم والتدريب، ترك أصداء واسعة في أوساط المجتمع السعودي، وامتد أثره من قاعات التكريم إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الآلاف مع الوسوم المتعلقة بالتميز المدرسي. وقد تجسد الفخر الوطني بالمدارس المتميزة في صور احتفالات الطلاب والمعلمين، وتزيين الفصول الدراسية بالأعلام والشعارات الوطنية.
وتجاوزت الاحتفالات كونها مجرد مظاهر شكلية، لتصبح تتويجًا لجهود حثيثة بذلتها المدارس لتحسين الأداء التعليمي، الأمر الذي جعل أولياء الأمور والمعلمين يشعرون بأنهم شركاء حقيقيون في هذا الإنجاز. وعبر مديرو المدارس والمعلمون عن اعتزازهم بهذا التقدير، واصفين إياه بأنه “تاريخ جديد للجودة التعليمية في المملكة”.
وشهدت المنصات الرقمية انتشارًا واسعًا لمقاطع فيديو تظهر أولياء الأمور وهم يعبرون عن فخرهم بتصنيف مدارس أبنائهم ضمن المدارس المتميزة. وأكد الأهالي أن هذا التقدير عزز ثقتهم بالمدارس، ورسخ قناعتهم بأهمية التقويم والجودة في العملية التعليمية. كما أشادوا بدور هيئة تقويم التعليم والتدريب في إشراك أولياء الأمور من خلال تطبيق “مستقبلهم”، الذي يتيح لهم متابعة أداء المدارس ونتائج أبنائهم مقارنة بالمستوى الوطني.
ولم يقتصر التفاعل على التعبير عن الفرح، بل تحول إلى منافسة إيجابية بين المدارس، حيث تبادلت الإدارات التعليمية والمدارس التهاني، وأعلنت أخرى عزمها على تحقيق التميز في الدورات القادمة. ويعكس هذا التنافس وعيًا مجتمعيًا متزايدًا بأهمية التميز في التعليم، واعتباره حراكًا وطنيًا يهدف إلى تحسين جودة التعليم ورفع كفاءته.
ويرى خبراء التربية والتعليم أن هذا الزخم المجتمعي يمثل مكسبًا هامًا للملتقى، لأنه نقل مفهوم التميز من قاعات المؤتمرات إلى الوعي الشعبي، وجعل جودة التعليم جزءًا من الحوار العام في المجتمع السعودي.
ويعكس هذا الاهتمام بالتعليم رؤية المملكة 2030 التي تعتبر التعليم استثمارًا منتجًا، وليس مجرد قطاع خدمي. وأكد وزير المالية محمد الجدعان أن الإنفاق على التنمية البشرية والبنية التحتية يحقق عوائد اقتصادية كبيرة، مشيرًا إلى أن الاستثمار في رأس المال البشري يحقق عائدًا يصل إلى 9 أضعاف قيمته على مدار جيل واحد.
وأسهمت الشفافية التي اتسمت بها دورة هذا العام في تعزيز الثقة بالمنظومة التعليمية، حيث أتاحت هيئة تقويم التعليم والتدريب بطاقات الأداء للمدارس عبر منصة “تميّز” قبل الملتقى، مما مكنها من الاطلاع على نتائجها والاستعداد للاحتفاء بها.
وبفضل هذا التفاعل الواسع، تحول ملتقى “تميّز” إلى حدث وطني سنوي يحتفي فيه المجتمع السعودي بالإنجازات التعليمية، ويعزز الشعور بالانتماء المدرسي. وأصبح الملتقى منصة لإبراز قيم الجودة والإنجاز، وتوسيع دائرة المشاركة في تحسين جودة التعليم، باعتبارها مسؤولية وطنية مشتركة.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/local/2218011?ref=rss&format=simple&link=link











