باكستان وطالبان تتفقان على وقف إطلاق نار مؤقت بعد اشتباكات حدودية

أعلنت باكستان وإدارة طالبان في أفغانستان عن اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت لمدة 48 ساعة، بدأ سريانه اعتبارًا من الساعة 6:00 مساءً بالتوقيت المحلي الباكستاني، وذلك بعد تجدد الاشتباكات الحدودية بين البلدين الجارتين.
ويهدف الاتفاق الذي جاء بطلب من الجانب الأفغاني، إلى إتاحة الفرصة لإجراء حوار بنّاء بين الطرفين، حيث أكدت الإمارة الإسلامية في أفغانستان التزام قواتها بوقف إطلاق النار، محذرة من رد قوي على أي انتهاكات محتملة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات الأخيرة التي أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة، حيث قُتل وأصيب العشرات من المدنيين، ووفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الباكستانية، تعتزم الدولتان بذل جهود جادة من خلال الحوار للوصول إلى حل إيجابي للقضايا العالقة بينهما.
ومن المتوقع أن تُعقد محادثات بين وزارتي الخارجية الباكستانية والأفغانية لمناقشة إمكانية تمديد الاتفاق إذا ما سارت الأمور على ما يرام، وكانت الاشتباكات الأخيرة في منطقة تشامان الحدودية قد أدت إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة وشهود العيان.
وفي المقابل، أفادت مصادر أمنية باكستانية بأن الجيش الباكستاني قد رد بضربات استهدفت معاقل طالبان في قندهار وكابول، مما أسفر عن تدمير عدة كتائب ووحدات حدودية، بالإضافة إلى مقتل العشرات من المقاتلين، ووصف وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف العلاقات مع كابول بأنها “عدائية” في الوقت الحالي، مع عدم وجود علاقات رسمية، محذرًا من استئناف القتال في أي لحظة في حال فشل الاتفاق.
ويُشار إلى أن هذه التطورات تأتي في سياق توترات مستمرة منذ عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في أغسطس 2021، حيث تتهم باكستان إدارة طالبان بدعم جماعات مسلحة تنشط على الحدود بين البلدين، بينما تتهم طالبان باكستان بدعم المعارضة الأفغانية داخل البلاد.
وقد أدت الاشتباكات الأخيرة إلى إغلاق معبر تشامان الحدودي الحيوي، الذي يعتمد عليه آلاف التجار والمسافرين يوميًا، مما أثر سلبًا على التجارة الثنائية بين البلدين، والتي بلغت قيمتها 2.5 مليار دولار في عام 2024.
ودعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة إلى ضبط النفس، محذرتين من أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى أزمة إنسانية إقليمية، خاصة في ظل نزوح آلاف السكان من المناطق الحدودية المتضررة.
ورغم هذا الاتفاق المؤقت، تظل المخاوف قائمة بشأن إمكانية تكرار الاشتباكات السابقة، ما يجعل نجاح الحوار المرتقب بين الطرفين أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق تهدئة مستدامة.
المصدر: https://www.okaz.com.sa/news/politics/2217876?ref=rss&format=simple&link=link











