منوعات

الشروق بين الفلك والواقع: كل ما تريد معرفته عن هذه الظاهرة اليومية

الشروق، تلك اللحظة التي تطل فيها الشمس من وراء الأفق، ليست مجرد مشهد يومي متكرر، بل هي ظاهرة فلكية معقدة تؤثر في جوانب عديدة من حياتنا، بدءًا من تحديد أوقات الصلاة وصولًا إلى التخطيط للأنشطة الزراعية والرياضية.

يعرف الشروق بأنه اللحظة التي يظهر فيها قرص الشمس بالكامل فوق الأفق بعد الليل، ولكن هذه اللحظة ليست ثابتة، بل تتأثر بعدة عوامل مثل الانكسار الجوي للضوء، وحجم الشمس الظاهر، وارتفاع موقع الرصد عن سطح البحر، بالإضافة إلى الظروف الجوية السائدة.

لحساب موعد الشروق بدقة، يعتمد علماء الفلك على حسابات فلكية معقدة تأخذ في الاعتبار الإحداثيات الجغرافية للموقع، واليوم في السنة، والتوقيت المحلي، وتأثير انكسار الضوء الجوي، وارتفاع المراقب عن سطح البحر. وتستخدم تطبيقات فلكية ومواقع متخصصة مثل “Time and Date” و”Sunrise & Sunset” نماذج معقدة لتوفير جداول دقيقة لمواعيد الشروق والغروب حول العالم.

يختلف موعد الشروق من يوم لآخر ومن مكان لآخر لعدة أسباب، منها تغير زاوية ميل الأرض على مدار العام، والاختلاف في خطوط العرض بين المدن، وتطبيق التوقيت الصيفي في بعض الدول، بالإضافة إلى تأثير الظروف الجوية المحلية والعوائق الموجودة في الأفق.

للشروق استخدامات عملية متعددة، ففي الدول الإسلامية، يعتمد عليه لتحديد أوقات صلاة الضحى ونهاية وقت الإمساك، وفي الزراعة، يساعد في تحديد بداية النشاط الضوئي للنباتات، كما يعتبر وقتًا مثاليًا للتصوير الفوتوغرافي بفضل “الضوء الذهبي” الذي يضفي جمالًا خاصًا على الصور، بالإضافة إلى فوائده الصحية والرياضية.

للاستفادة القصوى من لحظة الشروق، يُنصح باستخدام تطبيقات فلكية موثوقة لضبط مواعيد دقيقة، والاستعداد للاستيقاظ قبل الشروق بوقت كافٍ، ومراعاة العوائق المحلية التي قد تؤخر رؤية الشمس، والاستمتاع بالضوء الذهبي في الأنشطة الصباحية. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن التلوث الجوي قد يؤثر على رؤية الشروق في المدن الكبرى، وأن النماذج المبسطة المستخدمة في بعض التطبيقات قد تؤدي إلى اختلافات طفيفة في المواعيد.

المصدر: https://www.matnnews.com/247403

زر الذهاب إلى الأعلى