نص كلمة اسماعيل هنية بعد جريمة قصف مستشفى المعمداني في غزة
فيما يلي نص كلمة رئيس المجلس السياسي بحركة حماس إسماعيل هنية بعد جريمة قصف مستشفى المعمداني الأهلي في غزة بفلسطين:
بسم الله الرحمن الرحيم. ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين. إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرحًا مثله. وتلك الأيام نداولها بين الناس. وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء. والله لا يحب الظالمين.
ولا تهنوا في ابتغاء القوم أن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون. وترجون من الله ما لا يرجون. وكان الله عليمًا حكيمًا.
هذه الآيات نقرأها الآن على هذا الدم الذكي، المدرار الذي يسيل من أبناء هذا الشعب. خاصةً في هذه المجزرة البشعة، المتوحشة التي ارتكبها الصهاينة في المستشفى المعمداني. وراح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى.
هنية: مجزرة المعمداني ستشكل نقطة تحول وطوفان يضاف إلى طوفان الأقصى، وأدعو شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى الخروج تنديدا بهذه المجزرة الوحشية#مجزرة_غزة #الأخبار pic.twitter.com/UBgpU7gwEN
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 17, 2023
هذه المجزرة التي تؤكد على وحشية هذا العدو، بل وتؤكد أيضًا رغم المرارة والألم والوجع، تؤكد على حجم الهجمة المدوية التي مني بها هؤلاء الصهاينة أمام هذه المقاومة المباركة، وأمام هؤلاء الرجال الشجعان.
هذه المجزرة تُضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبها الصهاينة منذ لفلسطين. هذا هو عنوانهم، هذه هي سجيتهم، هذه هي صفاتهم. إن يرتكبوا المذابح والمجازر، لا يحترمون قيمًا ولا قوانين ولا أعرافًا ولا شرائعًا. كيف لا؟ وهم الذين قتلوا الأنبياء، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، وتجرأوا على الله وحدوده في الأرض والمقدسات، في الشعب الفلسطيني والأمة.
هم ذاتهم الذين ارتكبوا مجزرة المستشفى المعمداني، ارتكبوا مجزرة مدرسة بحر البقر، قتلوا أسرى الجيش المصريين، وانتهكوا كل القيم التي يعرفها الإنسان على هذه البسيطة.
هذه المجزرة يتحمل مسؤوليتها هذا العدو الذي ضرب مستشفى ومسجدًا وكنيسة في ذات المكان. يتحمل مسؤوليتها الأمريكان الذين أعطوا الغطاء اللا محدود لهذا العدو ليرتكب هذه المجازر، هذه جرائم الحرب، هذه الإبادة الجماعية.
يتحمل مسؤوليتها الذين وفروا الغطاء في مجلس الأمن ورفضوا إدانة هذا الاحتلال وهذا العدوان. نعم، هؤلاء جميعًا هم في قلب هذا الدم الذكي لهذا العدو المغتصب لأرضنا ومقدساتنا.
إننا أمام هذه المجزرة. أمام هذه الدماء، لنؤكد على ما يلي: أن العدو واهم إن ظن أن هذه المجازر والمذابح ستغطي على هزيمته المدوية، أو ستدفع شعبنا إلى الانهيار. نحن شعب يعشق الشهادة، ونحن شعب يعشق الحياة العزيزة والكريمة فوق أرضه وفي وطنه. فالمقاومة مستمرة، المقاومة متواصلة، والمقاومة لن تتوقف إلا برحيل هذا المحتل عن أرضنا ومقدساتنا.
ثانياً، أنا أقف مع كل عوائل الشهداء. دمكم هو دمنا جميعًا، هو دم كل هذا الشعب، دم كل هذه الأمة وشعوبها. هذه الدماء، رغم غزارتها، ستظل نورًا ونارًا. نورًا للسالكين طريق الحرية والكرامة، ونارًا على هذا العدو المغتصب.
ثالثًا، أدعو شعبنا الفلسطيني في كل مكان، وخاصة في ضفة الأباء، في الضفة الغربية وفي القدس وفي التمانية وأربعين، أن يخرجوا الآن في كل المدن وفي كل الشوارع. يا شعبنا، يا أهلنا، يا شبابنا في الضفة الباسلة، اخرجوا الآن في كل المدن والقرى والمخيمات. قفوا في وجه هذا المحتل وفي وجه هؤلاء المستوطنين الغزاة. نحن شعب واحد، نحن دم واحد، وسنصنع بإذن الله معًا المستقبل الواعد لشعبنا الفلسطيني في الثمانية وأربعين وفي المنافي والشتات.
رابعًا، أدعو شعوب الأمة العربية والإسلامية جمعاء إلى الخروج الآن تنديدًا بهذه المجزرة، بهذه الوحشية، بهذه الجرائم. اخرجوا في كل العواصم، في كل المدن. ارفعوا الصوت عاليًا. ليتراجع هذا العدو ولتقف هذه الأمة صفًا واحدًا في خندق واحد على اختلاف جغرافيتها وانتمائاتها ومذاهبها وأعراقها، لأننا أمام كتابة التاريخ، وأمام صفحة المجد التي تليد لشعبنا ولأمتنا.
خامسًا، أدعو كل أحرار العالم، المتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية والقانونية، أدعو الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى إدانة صريحة وواضحة لهذه المجزرة البشعة، لهذا القتل الجماعي، لهذه الاستباحة لدمائنا، لأطفالنا، لنسائنا، لشيوخنا. لا يجوز على الإطلاق أن يستمر هذا الصمت.
نعم، إلى إخواننا الذين سيجتمعون غدًا في المملكة العربية الشقيقة السعودية، منظمة التعاون الإسلامي، ليكون الصوت عاليًا، البيان قويًا، الموقف واضحًا. لا لأرباع الحلول، ولا لانصاف الكلمات.
ثقتنا بالمملكة العربية السعودية وبكل الدول العربية والإسلامية المستضافة غدًا في جدة، ثقتنا عالية بأن هذا الدم لن يضيع هدرًا، ولن تمر عليه هذه الأمة وهذه الاجتماعات مرور الكرام.
إننا، أيها الإخوة، أيتها الأخوات، يا أهل غزة، يا من تزفون في كل لحظة الشهداء، يا من يخرج الشهداء زمرًا زمرًا إلى الرحمن فداءً، لا تبتأسوا ولا تحزنوا. أنتم الأعلون، لكم الاستعلاء بإيمانكم بمقاومتكم، بقسامكم، بجهادكم، بعزتكم، بشعبكم، بأمتكم.
وإن شاء الله، هذه المجزرة ستشكل نقطة تحول إضافية، طوفان يضاف إلى طوفان الأقصى. ليساء وجه هذا العدو في كل مكان وعلى كل المستويات.
سلام عليكم أيها الشهداء الأطهار الأبرار، سلام عليكم يا غزة يا شاهدة العصر وعلى العصر، يا رافعة الكرامة.
سلام عليكم عوائل الشهداء، يا عوائل الصبر والاحتشام. يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة. إن الله مع الصابرين. ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أمواتًا بل أحياء ولكن لا تشعرون. والله أكبر ولله الحمد وإنه لجهاد نصر أو استشهاد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”